Featured Video

23 janvier 2013

25 جانفي 1990 : صفحة من صفحات تاريخ سيدي بوزيد الثٌوري..

ذات شتاء من سنة 1990..عمٌت فيضانات الجمهوريٌة التٌونسيٌة..و كانت أكثر كارثيٌة في ولاية سيدي بوزيد تحديدا..حيث غمرت المياه مختلف مناطق الولاية..و أصبحت منطقه منكوبة من الدرجة الأولى..إذ جرفت السٌيول أكثر من خمسة عشر شخصا و العديد من            الأراضي الخصبة الزراعيٌة و المواشي و آلت العديد من المنازل السكنيٌة إلى السٌقوط..و حوصرت الولاية بالمياه من كل جانب و انقطعت عن العالم..الأمر الذي أدى إلى نقص حادٌ في الموادٌ التٌموينيٌة                                                                   
و كان الإعلام الرٌسمي ممثٌلا في المراسل الجهوي لمؤسٌسة الإذاعة و التٌلفزة التٌونسيٌة (إ-ت-ت) محمود الحرشاني، يقدٌم صورة مغايرة للواقع ..حيث حوٌلت كلماته الوضع إلى أحسن ما يرام و تحوٌل بمقتضاها الأهالي إلى مستبشرين بالغيث النافع و بملامح موسم فلاحي ممتاز على الأبواب ..في حين أكد الوالي (ناجح الدٌريسي) في اتصال هاتفي له عبر التلفاز في نشرة أخبار الثامنه ليلة 24 جانفي 1990 أن الوضع مستقر و المواد الغذائيٌة متوفٌرة بكمٌيات كبيرة و نصح المواطنين بملازمة الحذر و باللٌجوء فوق أسطح المنازل                                                                                                 
تصريحات زيٌفت الأحداث و زادت في احتقان الوضع و في ازدياد نقمة الأهالي على السٌلطة المتهاونة..و في صبيحة يوم 25 جانفي 1990..قام مجموعة من المواطنين بجلب أحد جثامين الضحايا و وضعه أمام مقرٌ مركز الولاية..الشٌيء الذي ألهب مشاعر الغضب و في ازدياد عدد الجموع الغاضبة..فاتجهت مسيرة حاشدة باتجاه مقرٌ سكنى الوالي..تقدٌمتها مجموعه من الشباب (المرحوم حافظ الضٌيفي، المرحوم صبري الجزيري، حمباشه، فيصل هاني..و غيرهم)..و تمٌ اقتحام الباب الرٌئيسي للمبنى و من ثمٌة الدٌخول إلى منزل الوالي ..في وقت كان فيه في جولة استطلاعيٌة/استعراضيٌة/تمويهيٌة عبر طائرة "هيليكوبتر"، أنقذته من الأيدي الفتيٌة الغضبى..
حينها تذكٌرت السلٌطة المركزيٌة وجود سيدي بوزيد في خريطة البلاد التٌونسيٌة..لترسل آلاتها البولسيٌة القمعيٌة..التي باشرت مهامٌها بحملة اعتقالات واسعة..و ما تبعها من حالات تعذيب و محاكمات لم تخضع لمقاييس المحاكمات العادلة..
إنٌ انتفاضة 25 جانفي 1990 كانت الضٌربة الأولى القاسية و الرٌافضة لسياسة نظام بن علي الظٌالمة المهينة ..ممٌا جعله يمعن في تجاوز و إهانة سيدي بوزيد و أهاليها وذلك بتغييب التنمية عنها و في هضم حقٌها في ثروة البلاد..إلاٌ الفتات الذي تفنٌن "حرسه" و "جوقته" في تبديده في مشاريع وهميٌة..لذلك فلا عجب من أن تطيح ثوة 17 ديسمبر 2010..بنظام بن علي الاستبدادي..و التي كانت اليد الطٌولى في انطلاقتها و في ريادتها هذه الرٌبوع..
رمزي سليماني

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire