Featured Video

4 janvier 2013

اعتذار الى شهداء الكرامة ..نحن مشغولون بعودة الزعيم



في غفلة من الزمن وامام تسارع وتيرة الاحداث العظيمة التي مست كافة مفاصل الحياة اليومية واعتبارا لاهمية الحدث الاعظم يوم 30مارس / اذار 2012 لم نتفطن الى تجاوزنا لتاريخ 21 مارس /اذار ذكرى معركة الكرامة الخالدة ، فالمعذرة يا شهداء امتنا الابرار ان لم نتمكن من اسحضار ارواحكم تبجيلا وتمجيدا لكم فقد نجد في ما نحن م
نشغلون به عذرا لديكم ..ان الاستعداد ليوم 30 مارس 2012 قد انسانا هما مختزلا في وجداننا وجرحا غائرا يأبى الاندمال فما اضيق العيش لولا فسحة الامل ، ان شعبي وعلى بكرة ابيه وبمخلف اطيافه السياسية والفكرية ، ومن مختلف الجهات من الدواخل والسواحل من الصحاري والغابات من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب من ارياف وحضر من مدن ودشر من كبار وضغار قد اعدوا العدة واتخذت الشوارع مشهدا قشيبا غطته الاعلام واللافتات ورفعت فيه الرايات وتوحدت فيه الهتافات : الشعب يريد .. نعم الشعب يريد

.

.الشعب

. يريـــــــــ

. د

.الشعب يريد

.
عودة الزعيم

ولا ادري ما الذي ايقضني من حلمي اللذيذ وانا اجهش باكيا لا ادري افرحا يعودة الزعيم ام خوفا من رفضه

لا ادري ما الذي ايقضني من حلمي اهو مرفق زوجتي التي كثيرا ما اقطع نومها عندما تنتابني مثل هذه الاحلام اللذيذة فانتفض فوق سريري المتهالك فيرتفع صريره حادا كمنشار كهربائي يقطع الحديد

فركت عيني بقوة علني ارى الزعيم فلم المح شيئا ولم اسمع سوى نباح كلب خرف فوضعت راسي بين يدي وضغطت عليه بما اوتيت من قوة علني انام فيعاودني الحلم من جديد

ولا ادري كيف اخذتني سنة من النوم وانا كظيم وفي البال اكثر من سؤال : من هو الزعيم العائد في الثلاثين من شهر اذار / مارس 2012 وما المقصود بالعودة اهي عودة الزعيم روحا ام روحا وجسدا ؟؟ وغصت في ما تختزنه الذاكرة من رموز تاريخيين ولا ادري لماذا قفز الى ذهني اسم الزعيم صالح ين يوسف ومحمود الماطري والحبيب بوقطفة وحسين التريكي وصديقهم اللدود الحبيب بورقيبة ..ولكن هذا الاخير يحبب ان ينادى بالمجاهد الاكبر واخاف من بطشه ان عاد وعلم انني صنفته زعيما وكفى .. اخاف ان يعطي اوامر للباجي قايد السبسي فيرمي بي ببرج ..

الرومي او غار الملح ويفردني بجلادين خبرهم سنوات اشرافه على وزارة الداخلية وانا المريض العليل

وللخروج من الورطة قررت ان استعين بجهابذة السياسة والمؤرخين لاختيار الزعيم المحتفى به في ارض الثورة

والثوار ..ارض الحرية والاحرار واجلت الامر الى طلوع النهار

وقد اعتادت زوجتي ان توقضني على صوت فيروز الملائكي وهي تترنم " هذا نهار اخر " ..ولكن هذه المرة اختلط الصوت الفيروزي الرقراق بهدير هتافات جماهير يقترب من بيتي وهي ترفع شعار " الشعب يريد عودة الزعيم " الشعب يريد ليلى من جديد " الشعب يريد القمع من جديد..... وقفت بعتبة الباب مكتوف اليدين مشوش الافكار والخواطر لا ادري كيف اتصرف وماذا اقول ..خانتني الجسارة هذه المرة فلا اقدر ان اقف امام ارادة شعب .. وقفت مبهوتا مما يحدث تحت انظاري بل مشدوها مصدوما وفي الحلق غصة وفي العين دمعة مكبوتة ارفض ان تنساب على اخاديد وجهي الغائرة ..اتامل الوجوه المندفعة في حماس فلا اعرف لها عنوانا حاولت ان اشم رائحة شعبي فانا اميزها من عرقه الممزوج بالطين واتربة الحقول وغبار المصانع وارصفة البطالين وبقايا السجائر المتناثرة في المقاهي و يعد ان لفضها شباب متنمر ومتمرد لواقع بائس .. امتدت يدي الى احد المشاركين في الحفل التنكري لاصب عليه جام غضبي .. استدار لي كالمسعور فعرفته .. قواد بن قواد .. متمعش متزلف فقد الحضوة والمنافع منذ ..ان هاجر زعيمه لمنتجعه الخرافي

ارتفعت قهقهة مقرفة وامتد ذراع كقضيب فولاذي وعلى صوت جهوري ان اتركه فشعبي ابي .. ان اتركه فهو نزر من كم غبي ..فلا الشعب يقبل ولا حتى العيي" "

بقلم الاستاذ الناصر بن عمر ظاهري

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire