Featured Video

7 janvier 2013

تحية إلى "أيقونة الثورة التونسية"




    بقلم الاستاذ سليمان الرويسي
        
بينما نذكر أحداث الانتفاضة التونسية 17 ديسمبر 2010 ، و الحراك الذي رافقها منذ أن أقدم "أيقونة الثورة التونسية" الشهيد "محمد البوعزيزي" على التضحية بنفسه التي أغلى ما يملكه الإنسان في مواجهته التفقير و التهميش و التركيع الذي عانه التونسيون و خاصة في تونس الأعماق منذ سنـ1956ـة ليومنا هذا ، قد فهم المناضلون هذه الرسالة ، فتنادوا و فزعوا جميعا و دفعوا بها لمداها و حوّلوا الحادثة ، من أمر عابر يمكن أن يحدث كلّ يوم بل حدث ما يماثلها في أزمنة و أمكنة أخرى ، إلى انتفاضة خلخلت نظام الاستبداد الماكث على صدورنا مما دفع برأسه للاختفاء من المشهد السياسي ..
بفضل ما قام به "البوعزيزي" و مناضلو سيدي بوزيد ، أصبح التونسيون جميعا يتمتعون بهامش الحرّيات الذي نشاهدهم عليه اليوم ، لم نسمع واحدا من سيدي بوزيد يمنّ على التونسيين و ينسب المكاسب التي تحققت بفضل نضالات أبناء سيدي بوزيد و إن كان يحقّ لهم ذلك ، فبفضل هذه النضالات ، أفرغت السجون من الذين زجّ بهم فيها ظلما و عاد المهجرون قسرا إلى وطنهم ، و كان من بين الذين استفادوا الذين ظلموا في الحوض المنجمي حيث سويت وضعياتهم و عادوا لسالف أعمالهم و عاد لهم اعتبارهم ، رغم أنّ أوّل من تخلّى عنهم في ذلك الحين هو "الاتحاد العام التونسي للشغل" الذي قام بتجميدهم و إحالتهم على لجنة النظام الداخلي مما أعتبر تخليا منه عليهم و ضوء أخضر للسلطة لتستفرد بهم و هذا ما حصل ، و برر النقابيون أنّ خلفية التحركات هي الدّعوة لطرد الشغالين الذين لا ينتسبون لقفصة و لو كانوا من الإطارات التي تحتاجها شركة فسفاط قفصة ، و هو ما يتنافى مع طبيعة المنظمة الشغلية بما أنّها مؤسسة تكرس نمط اجتماعي حداثي و أنّ الخطاب المؤسس على الولاء للقبيلة أو الجهة هو طرح يتلاءم مع البنى التقليدية لذلك أبى "الاتحاد العام التونسي للشغل" إجازته فجمّد المسؤولين عنه و أحالهم على لجنة النظام و كان من بينهم "عذنان الحاجي" (أنظر التقرير المضمن في موقع ايلاف بتاريخ : 22 جوان 2008).
"عدنان الحاجي" عوض يكرس جهده ، في المطالبة بتنقيح المرسوم عـ97ـدد مما يشمل ضحايا الحوض المنجمي ، و نعتقد أنّ الجميع سيؤازرونه في طلبه هذا بما في ذلك "الاتحاد العام التونسي للشغل" و هو مطلب تقدّم به السيد "حسين العباسي" الأمين العام لهذه المنظمة و هو يشرف على إحياء الذكرى الخامسة لانتفاضة الحوض المنجمي ، كرّس خطاب مؤسس على العشيرة و ذلك بإقصاء أبناء معتمديات قفصة الغير منتجة للفسفاط من حقّها في الشغل في شركة فسفاط قفصة ثمّ مرّ إلى التطاول من خلال برنامج تلفزي على"أيقونة الثّورة التونسية" الذي قدّم مهرا غاليا للحريّة ، مهرا لا يقدر على تقديمه إلا الرجال و ها أنّ "عدنان الحاجي" ينعم بها اليوم ، هذا الذي لم يتخلّص بعد من نعرته الجهوية ، و الموغل فيها لا يمكنه بأي حال أن يحمل مبادئ نقابية فما بالك أن يكون شخصا متوازن ..

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire